في سياق التعاون الثقافي والتاريخي بين الجزائر وفرنسا، عُقد اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين في مدينة قسنطينة، والتي تجسد جذور الروابط التاريخية بين الأمتين. خلال الاجتماع الأخير، الذي استمر يومي الأربعاء والخميس وضم 5 جزائريين و5 فرنسيين، تم التطرق إلى قضايا متعلقة بالممتلكات التاريخية والمسائل الأكاديمية.
في قطاع الممتلكات التاريخية، أفادت الأنباء أنه تم التوافق على إعادة كافة الممتلكات الرمزية للأمير عبد القادر، الذي يعتبره الجزائريون رمزاً للسيادة ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وكذلك المتعلقة ببقايا قادة المقاومة الأخرى بما في ذلك الجماجم التي ما زالت موجودة.
تعد هذه الخطوة استكمالاً لعملية بدأتها فرنسا عام 2020، حين قامت بتسليم الجزائر رفات 24 مقاومًا، وهي الخطوة التي ترمز للإعتراف بتاريخ الاحتلال الذي دام 132 عامًا. وتشير الأنباء إلى تطلع الجزائر لاسترداد الجماجم الباقية بهدف دفنها بالطريقة اللائقة.
من جهة أخرى، سلط الإجتماع الضوء على قضية الأرشيف التاريخي، حيث تم الاتفاق على تسليم الجزائر قرابة 2 مليون وثيقة مرقمنة تعود للعهد الاستعماري، إلى جانب لفافات وسجلات تعود للعهد العثماني.
في المجال الأكاديمي، أيد أعضاء اللجنة مواصلة العمل على إنشاء بيبليوغرافيا مشتركة وتنفيذ مبادرات تبادل علمي وطلابي بين البلدين، لتعزيز المعرفة والبحث العلمي حول القرن التاسع عشر.
شكلت هذه اللجنة للمرة الأولى خلال زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للجزائر في أغسطس 2022، وتهدف لإعادة النظر في تاريخ الفترة الاستعمارية وكتابتها من جديد، من خلال مراجعة الأرشيف والوقائع بروح من التعاون والتفاهم المشترك.
ويشار إلى أن اللجنة تضم مؤرخين مرموقين من الجانبين، تأكيداً على الإرادة المشتركة في صياغة رؤية موحدة للتاريخ المشترك.