مع بلوغ الرئيس الأمريكي جو بايدن عامه الواحد والثمانين يوم الاثنين، تزداد الأهمية المُعلقة على حياته الشخصية واستمرارية خدمته الرئاسية، خصوصاً أمام استحقاقات الحملة الانتخابية المقبلة لإعادة انتخابه. ويبرز ذلك تساؤلات جدية حول الإجراءات المتبعة في حال توفي رئيس في منصبه أثناء السعي للفوز بفترة رئاسية جديدة.
في الواقع، ينظّم الدستور الأمريكي وقانون الخلافة الرئاسية لسنة 1947 بصورة واضحة تدابير الخلافة الرئاسية، مُقرراً بأن نائب الرئيس يتولى المسؤوليات الرئاسية حال وفاة الرئيس. وبموجب هذه القواعد، ستصبح نائبة الرئيس كامالا هاريس رئيسة للولايات المتحدة، محققة بذلك إنجازاً تاريخياً كأول رئيسة وأول أمريكية من أصل أفريقي تتولى هذا المنصب.
من الناحية الانتخابية، ستواجه هاريس مهمة شاقة، ليس فقط في ارتداء عباءة القيادة الرئاسية بل كمرشحة ديمقراطية للرئاسة، خلفاً لبايدن. وبلا شك، ستثير وفاة بايدن، لو وقعت واقعاً، منافسة حادة بين الديمقراطيين الآخرين الطامحين للمنافسة الرئاسية في انتخابات 2024.
في النظام الانتخابي الأمريكي، لا يوجد موعد نهائي موحد على مستوى البلاد لتقديم طلبات الترشح للرئاسة، حيث تختلف المواعيد النهائية بين الولايات والأحزاب. في حال انتقال الرئيس، قد تُجبر الولايات التي فاتت فيها هذه المهل على إعادة النظر في جداولها وإجراءاتها لإتاحة الفرصة أمام مرشحين جُدد لدخول السباق الرئاسي.
وفي سياق الانتخابات التمهيدية التي تنتهي عادةً في منتصف يونيو، إذا ما توفي رئيس في موسمها، فقد تتخذ بعض الولايات قراراً بتأجيل الانتخابات التمهيدية المزمع عقدها، تماماً كما حصل في ظل جائحة COVID-19 حين أرجأت العديد من الولايات انتخاباتها التمهيدية أو وسعت فرص التصويت عبر البريد.
أما إذا حدثت الوفاة بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية وقبل المؤتمر الوطني للحزب المعني، فسيشهد المؤتمر صراعاً بين المرشحين المحتملين الآخرين الساعين لإقناع الوفود بأحقيتهم في حمل لواء الحزب في الانتخابات الرئاسية.
وفي حال تعذر الرئيس المنصب بعد تأمين ترشيح الحزب لكن قبل يوم الانتخابات، ينبغي على كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، أن يتخذا خطوات وفقاً لمبادئ توجيهية داخلية لاختيار مرشح بديل يتسنم المهمة في هذه الظروف الطارئة.
في المحصلة، فإن مثل هذه السيناريوهات، رغم أنها غير مألوفة، تُظهر مدى تأهب النظام الدستوري الأمريكي للتغلب على الفاجعة الوطنية التي قد تنجم عن فقدان رئيس حالي خلال فترة حساسة مثل موسم الانتخابات، وتشدد على الروح الديمقراطية التي تحكم عملية انتقال السلطة، حتى تحت أقسى الظروف.